قبيلة الفضل من أقدم القبائل في الجزيرة العربية وفي بلاد الشام ويعود تاريخها إلى عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية إلى مدينة واسط العراقية فالجزيرة الشامية من حلب وحماة وحمص وسهل البقاع وصولاً إلى مرج ابن عامر في فلسطين فالجولان العربي السوري المحتل
حيث ذُكرت في كتب العلامة ابن خلدون وكتاب تاريخ الخلفاء لابن ساعي كما ذكرهم بكثير من الاهتمام المستشرق الألماني اوبنهايم
وقد تشكلت قبيلة الفضل بدايةً منذ معارك تحرير بيت المقدس وطلب السلطان صلاح الدين الأيوبي من الخليفة العباسي أن يمده بامدادات عسكرية تمهيداً لمعركة تحرير بيت المقدس
وبما أن القبيلة عادة تنحدر من أب واحد ومع مرور الزمن تتفرع القبيلة إلى أفخاد متعددة أنّ قبيلة الفضل لها وضع فريد فإنها لا تنحدر من أب واحد فهي تتكون من عشائر وبطون من معظم القبائل العربية
وتروي كتب التاريخ ان احتلال بغداد كان نتيجة مؤامرة حاكى خيوطها الوزير العلقمي وزير الخليفة المصتعصم بالله أخر الخلفاء العباسيين ولا يغفى على أحد اتفاق هولاكو مع الوزير العلقمي بان يقوم بفتح أسوار بغداد تمهيداً لقتل الخليفة واحتلال بغداد وانهاء الخلافة العباسية الإسلامية
وباستشهاد الخليفة المصتعصم دخلت جيوش هولاكو بغداد وأحرقت مكتبة بغداد ورمت الكتب في نهر دجلة حيث بدأ الجيش المغولي عملية بحث عن بني العباس للفتك بهم أيضا كي لا تجتمع عليهم العرب مرة أخرى فمنهم من ذهب إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف
فأما الأمير العباسي أحمد ابن هاشم كان أميراً على مدينة واسط العراقية
حل هو وأهل بيته منازل قبيلة بني خالد واجتمعت على الأمير بطون وأفخاذ معظم القبائل العربية وعلى رأسها قبيلة بني خالد وكان لهذا الاجتماع حول الأمير العابسي الأثر الكبير لتشكيل نواة قبيلة الفضل
حيث كانت قبية الفضل عوناً للسطان نور الدين الزنكي في دحر جيش المغول في معركة عين جالوت وتقديراً من نور الدين الزنكي لدور الأمراء العباسين في حشد القبائل العربية ضد المغول استدعى أحد الأمراء وهو من أبناء الخليفة المعتصم وبُويعَ خليفة بالقاهرة واستمرت الخلافة العباسية في القاهرة حتى دخول العثمانين إلى مصر
ولكي تصبح العشائر العربية التي اجتمعت حول الأمير أحمد ابن هاشم كياناً اجتماعياً قبلياً واحداً تم تسميته باسم الفضل تيمناً لاسم الفضل ابن العباس بن عبد المطلب الأبن الأكبر للعباس الذي لم يعقب أولاداً
لتكون قبيلة الفضل التي اجتمعت على المحبة والولاء والوفاء للأسرة العباسية الهاشمية
وعاشت قبيلة الفضل رحلة طويلة جداً ولم يكن همها الأكبر البحث عن السهول الخصبة والمراعي بل قامت بدور مهم في الدفاع عن الأمة الأسلامية ومقدساتها
ويروي القلقشندي نقلاً عن الحمداني في كتاب ملوك العرب بأن قبيلة الفضل وأمراءها حضيت بمكانة ونفوذ واحترام وهيبة وقوة في بلاد الشام واستقر آل الفاعور في الجولان في عام 1650 م
وقد شاركت قبيلة الفضل بأمراءها والآلاف من فرسانها وفرسان الجولان الثورة العربية الكبرى وخاضو معارك دير علي وتل المانع مع الشريف زيد ابن الحسين
وعندما قررت فرنسا احتلال ىسوريا عن طريق مرج عيون والجولان تصدت قلبية الفضل للجيش الفرنسي وصدته في معارك الخصاص ومرج عيون والحماري (القيادة الساسية كانت للأمير محمود الفاعور والقيادة الميدانية كانت للأمير حسن الفاعور )
فقد انكشفت نوايا الفرنسين فعلياً عندما استفزت الأمير بضم الحولة الى لبنان الكبير وفرضت ضريبة تمهيداً لدخول الجولان فدمشق حيث ادرك الأمير محمود الفاعو خطورة الموقف وتم الرد بمعركة الخصاص لمنع الفرنسيين من التفكير بدخول دمشق عبر الجولان
فانتقم الفرنسيون بتدمير قصر الفاعور في الخصاص وكان الرد معركة الخصاص الثانية التي هُزمت فيها فرنسا للمرة الثانية على لتوالي في 5 كانون الثاني 1920م وتم القضاء على حملة ديسباس الفرنسية بالكامل بعد ان شتتو شملها وهرب معظم عناصرها وقتلى فيها عدد كبير من الضباط منهم النقيب (دوتريو) والمعاون اللودي
حييث نجى العقيد ديسباس فانتقلت المعارك الى الجنوب اللباني حيث قاد زعماء العشائر في الجولان العملية العسكرية أمثال الأمير حسن دهام الفاعور والامير نايف قبلان الفاعور والشيخ فارس العفاش والمجاهد أحمد مريود وانضم اليهم جميع أبناء الجولان وكانت القيادة السياسية للأمير محمود الفاعور والقيادة الميدانية للأمير حسن دهام الفاعور وتمت مهاجمة، فهاجم ابناء الجولان مواقع الحملة الفرنسية وسيطرو على مواقع الحملات الفرنسية وسيطرو على مواقع الخيام والعديسة والطيبة وكفر كلى وتم قتل من بقي من جنود حماة ديسباس واضطر الفرنسين الى تشكيل حملة جديدة بقيادة العقيد ديفيل وتحت امرته العقيد مونسيه وربوكلارو وهم من خيرة قادة الجيش الفرنسي الذي قاتل في الحرب العالمية الأولى
فدمر ثوار الجولان جسر الخردلي واحرقو مؤن الحملة الثانية وقتلو ضباطها وحاصروها في مرج عيون لتكون المعركة الحاسمة التي سقط فيها مئات القتلة من جنود الفرنسين مما اضطر فرنسا الى تفكير بدخول دمشق عبر ميسلون
واستمر عرب الجولان بالسيطرة على مناطق حاصبيا وراشيا وجبل عامل ويرفعون علم الممكلة السورية وقد اعترف القادة الفرنسيين بأن ابناء الجولان ومنهم قبيلة الفضل هم الأكثر ضراوةً
وشارك المجاهد أحمد حسين الشرع (جد فخامة الرئيس السوري أحمد حسين الشرع ) من قرية الزوية حيث كان قائد المجموعات التي قدمت من سكوفيا والعال والزوية بالإضافة إلى المجاهد مشايخ قبيلة النعيم من آل الطحان ومعهم المجاهد البطل عبد الحميد النعيمي